دقيقة حداد في معهد التمريض بالمنتزه على روح الطالبة رحمة ضحية حادث تصادم العوايد بالإسكندرية

كتب – ملك يونس:

وقف طلاب كل فروع المعهد الفني للتمريض بالمنتزه، دقيقة حداد وقرأوا الفاتحة على روح زميلتهم الطالبة «رحمة، م، ك،»، التي لقيت مصرعها إثر حادث سير وقع صباح أمس الاثنين، بمنطقة العوايد شرق الإسكندرية، ورثاها زملاؤها في طابور الصباح اليوم الثلاثاء، وقرر مجلس إدارة المعهد إعادة المصروفات الدراسية لولي أمرها «كأقل ما يمكن تقديمه»، لأسرتها تقديرًا لمصابهم الأليم.

ونعى المعهد الطالبة الفقيدة، التي كانت تدرس بالفرقة الأولى، في بيان رسمي أمس، مؤكدًا أنها من الطالبات المجتهدات والمتميزات، وتقدمت الإدارة وأعضاء هيئة التدريس وزملاؤها بخالص التعازي والمواساة لأسرتها، سائلين الله أن يتغمدها برحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان، متمنين الشفاء العاجل لجميع المصابين في الحادث، ذاكرين أن كانت الفقيدة تحلم بتقديم العون وخدمة الإنسانية عبر مهنة التمريض النبيلة، إلا أن القدر حال دون تحقيق حلمها، وقد وصفها زملاؤها وأساتذتها بأنها كانت مثالاً للالتزام وحسن الخلق.

وتعود تفاصيل الحادث لصباح أمس الاثنين، عندما تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا بورود إشارة من شرطة النجدة لبلاغ من الأهالي حول حادث تصادم سيارتين «ميكروباص»، في الطريق الجديد أمام مدخل زقزوق في العوايد شرق محافظة الإسكندرية.

وانتقلت الشرطة على الفور إلى موقع الحادث برفقة سيارات الإسعاف، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، ونقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وتحرر محضر إداري بالواقعة، بقسم شرطة أول المنتزه، وعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

وروى شاهد عيان في تصريح خاص لمجلة «المنتدى»، تفاصيل مصرع التلميذة وإصابة 6 آخرين إثر انقلاب سيارة من نوع «جي إم»، قائلا إن السيارتين كانتا تسيران بجوار بعضهما البعض، قبل أن يفقد سائق السيارة الجي إم السيطرة على عجلة القيادة، فانحرفت يمينًا ويسارًا بشكل متكرر حتى اصطدمت بالميكروباص، لتنقلب في منتصف الطريق.

وأوضح أن السيارة التي انقلبت أمام مدخل عزبة زقزوق، كانت تنقل عددًا كبيرًا من الركاب، مضيفًا: «الطالبة الصغيرة التي توفيت جرى استخراجها من داخل السيارة بعد الانقلاب، في مشهد صعب لم تستطع العيون تحمله، بسبب كثرة الدماء على الأرض والمشهد المأساوي للضحايا داخل المركبة المقلوبة».

وأشار شاهد آخر إلى أن ما جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن سير السيارات عكس الاتجاه غير صحيح، مؤكدًا أن «المركبتين كانتا في اتجاههما الطبيعي، لكن اختلال عجلة القيادة أدى إلى الحادث»، مضيفًا أن «المركبة التي انقلبت واحدة فقط، وهي السيارة الجي إم».

وتابع الشاهد روايته قائلاً إن «الأهالي حاولوا التدخل فورًا عقب الحادث، وسارعوا بتقديم المساعدة للمصابين قبل وصول سيارات الإسعاف»، موضحًا أن «الإسعاف وصلت بعد نحو 10 دقائق فقط».

وأضاف أن «الحادث أثار حالة من الفزع والحزن بين المتواجدين، خاصة مع رؤية الأطفال المصابين وهم يصرخون طلبًا للنجدة، في وقت سادت فيه حالة من الارتباك على الطريق نتيجة توقف الحركة لحين رفع آثار الحادث».

وأفاد شهود العيان بأن «سير السيارتين بدون لوحات معدنية أثار علامات استفهام بين الأهالي الذين تجمهروا بمحيط الواقعة، في انتظار ما ستسفر عنه التحريات الأمنية الجارية لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات القانونية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *